التّنسيق الحلقة الغائبة بين الفاعلين
طالب رئيس لجنة أسواق الجملة للخضر والفواكه، غربي عمر، بالتسيير الموحّد لأسواق الجملة بدل تسييرها من طرف البلديات والولايات وشركة «ماغرو»، مقترحا إحالة تسييرها للوكلاء بنسبة 95 بالمائة، على غرار المعمول به في العالم وفقا لدفتر شروط ممضي مع الوزارتين الوصيتين الفلاحة والتجارة.
أوضح غربي ضيف «الشعب» أنّ تسيير أسواق الجملة من طرف الوكلاء يجب أن يكون بتأسيس جمعية، بحيث تكون مشاركتهم كأعضاء في المجلس الاداري، ما يمكنهم من المساهمة في حل مشاكل كثيرة يطرحها النشاط، وكل ما يتعلق بالمراقبة فأهل مكة أدرى بشعابها.
واعتبر رئيس لجنة أسواق الجملة للخضر والفواكه إسناد تسيير هذه الأسواق لشركات إنجاز وتسيير، أمر غير مقبول ولا يخدم تطوير نشاطهم، بحيث لا يقتصر دورها سوى على تحصيل حقوق الخروج والدخول والإشراف على الإنارة، في حين أن الوكلاء الفلاحين أو المنتجين هم المستثمرين الفعليين في هذه الاسواق وممونيها.
وحسب المتحدث تسبّب هذا التسيير في الكثير من العراقيل التي أدت إلى نفور الفلاحين عن النشاط، مشيرا إلى ضرورة إشراك الوكلاء، لأنهم الفاعلين الحقيقيين في الميدان والأقدر على تقديم الحلول وتنسيق الجهود بين مختلف الأسواق في اطار التضامن بين أسواق الجملة والوكلاء في حد ذاتهم لضمان عدم حدوث أي اختلال في تموين مختلف مناطق الوطن بالخضر والفواكه.
وبخصوص تموين أسواق الجملة، تطرق رئيس لجنة أسواق الجملة للخضر والفواكه إلى أهمية معرفة الدورة الفلاحية بمختلف مناطق الوطن، باستثناء متيجة المعروفة بأنها منطقة تتوفر على المحصول الفلاحي على طول العام وبالفصول الأربعة، بالإضافة إلى عين بسام التي تعتبر متيجة 2 من حيث الانتاج، وهو ما يتطلب الحفاظ عليها.
ويرى غربي ضرورة إعادة هيكلة قطاع الفلاحة وفق برنامج مدروس يضم كل الفاعلين، واعتماد الحلول الوطنية لتطويرها من الأرض الى الانتاج والتوزيع والتسويق والبيع، بما فيها الأسمدة، مشيرا إلى ضرورة تثمين المنتوج الوطني في هذا الخصوص الذي يتماشى مع المناخ المحلي للجزائر بدل الاعتماد على الاستيراد من الأردن وأفغانستان والهند، والذي يجد الفلاحين أنفسهم عاجزين في التعامل بها، ومنها من هي ليست فعالة.
كما طرح المتحدث اشكالية السقي الفلاحي، الذي يرى أنه لا يلبي الحاجيات خاصة مع شح تساقط الأمطار ونقص منسوب السدود الموجهة للسقي الفلاحي على غرار سد قدارة، مشيرا إلى ضرورة ايجاد حلول فعلية وناجعة، لأن استمرار الوضع بهذه الفوضى والعشوائية سيرهن القطاع ببلادنا، خاصة مع بدء اختفاء فئة الفلاحين الصغار ما يساهم بنقص الانتاج الفلاحي بنسبة 30 بالمائة.
في المقابل نفى المتحدث تأثر تموين أسواق الجملة بالخضر والفواكه بسقوط الأمطار، مشيرا إلى وجود الامكانات والطرق الحديثة لجني المحاصيل، غير أن الاشكال الذي عرفته الأسواق في الجزائر هو عدم توفر المنتوج، ما يستدعي - حسبه - تطوير الفلاحة بالجزائر وخروجها من الطابع التقليدي وفقا لإستراتيجية محكمة مبنية على التنسيق بين مختلف حلقات الإنتاج التوزيع والبيع.